الأحد، 19 يوليو 2015

مقدمات وخواتم الشخص والغير

مقدمة الشخص 

يتأطر النص الذي نحن بصدد دراسته ضمن مجال التأمل الفلسفي في الوضع البشري في بعده الذاتي، هذا التأمل الذي- ينطلق من السؤال عن علاقة الإنسان بذاته من خلال مفهوم الشخص. فإذا كان مفهوم الشخص يتحدد فلسفيا، "ككيان عقلي- نفسي، يحمل مجموعة من الصفات الثابتة والقبلية مثل الوعي والكرامة، والحرية والمسؤولية الأخلاقية"، وبما أن صفة الحرية الواردة في هذا التعريف، تحيل على "لاحتمية الإرادة البشرية التي تتجلى في الفعل الخلاق بدون دافع ضروري "، فإننا نقف أمام مفارقة مفاهيمية يطرحها تقابل مفاهيم الحرية و الإرادة والفعل الخلاق من جهة، ومفاهيم الحتمية والدوافع و الضرورة من جهة ثانية.
فإلى أي حد يمكن اعتبار الشخص متحررا من حتمية الضرورات البيولوجية والاجتماعية..؟ هل يتعلق الأمر بحرية مطلقة؟ أم بهامش محدود ومشروط من الحرية، أم بخضوع الشخص بشكل مطلق للضرورات الموضوعية الخارجة عن إرادته 

=======خاتمــــــــــــــــــــــــة الشخص بين الضرورة والحثمية========

نخلص في الأخير إلى إن مشكلة حرية الشخص، أدت إلى تبلور تصورين أحدهما سائد في حقل العلوم الإنسانية التي تنشغل، شأنها شأن أي علم بالبعد السببي للظواهر المدروسة، والتصور الثاني سائد في الخطاب الفلسفي. إلا أنه إذا كان من اللازم التحفظ على ميكانيكية المقاربة العلمية، فمن اللازم أيضا الحذر من الذهاب مع سارتر في إطلاقية الحرية، هذا التحفظ يمكن أن نجده بشكل مسبق عند سبينوزا في القرن 17، عندما نبه إلى أن الحرية المطلقة للأفعال البشرية وهم ناتج عن الجهل بأسباب هذه الأفعال، وأن الحرية الحقيقية هي "وعي الضرورة" أي العلم بالأسباب المحددة للفعل البشري، ومن ثم إمكانية تدخل الإرادة. وهذا التصور، في نظرنا، عبارة عن تركيب ناضج سابق لعصره بين حدي الحتمية والحرية. لكن هل يمكن أن يكون لهذين الحدين من معنى في غياب الحديث عن الغير ككيان ملازم للشخص؟
************************************************
 قيمة الشخص:

مقدمة

يتأطر النص الذي نحن بصدد دراسته ضمن مجال التأمل الفلسفي في الوضع البشري في بعده الذاتي، هذا التأمل الذي- ينطلق من السؤال عن علاقة الإنسان بذاته من خلال مفهوم الشخص. فإذا كان مفهوم الشخص يتحدد فلسفيا، "ككيان عقلي- نفسي، يحمل مجموعة من الصفات الثابتة والقبلية مثل الوعي والكرامة، والحرية والمسؤولية الأخلاقية"،
إذا كان التعامل بين الناس في الممارسة الاجتماعية اليومية يحكمه في غالب الأحيان رهان المنفعة، فإن الشخص نفسه يتحول أحيانا إلى موضوع لهذا الرهان، إذ يمكن أن ينحط إلى مستوى الأداة التي عبرها يحقق الآخرون أهدافهم النفعية. وهنا نقف أمام مفارقة كبرى بين كون الشخص ذاتا متمتعة بالكرامة كما حددها الخطاب الفلسفي الأنواري، وبين كونه مجرد وسيلة لتحقيق أهداف نفعية. وهي مفارقة تنفتح بنا على تساؤلات فلسفية أخلاقية من قبيل:
هل الشخص البشري غاية في ذاته أم مجرد وسيلة؟ وهل يمتلك قيمة مطلقة وكونية، أم مجرد قيمة نسبية ومشروطة؟ وما هو المعيار الذي على أساسه يمكن للكائن البشري أن يمتلك قيمة أصيلة ويجدر بالاحترام والكرامة ويستحق حقوقا كونية؟

======== خاتمة قيمة الشخص:==========

من خلال اشتغالنا التحليلي والنقدي على النص موضوع الدراسة، نستنتج في الأخير أن التقليد الكانطي منذ عصر الأنوار حتى الآن يمثل خطا فلسفيا مدافعا عن القيمة العليا للإنسان كإنسان، ضدا على القيمة الأداتية التي يتخذها هذا الأخير في غمار الممارسة الاجتماعية الملموسة، خاصة في عصر سيادة قيم السوق. وإذا كانت هذه التصورات الفلسفية معبرة عما ينبغي أن يكون، أكثر مما تعبر عما هو كائن فعليا في المجتمعات المعاصرة القائمة على اقتصاد السوق الذي تحركه معايير الربح والمردودية وتحكمه القيم السلعية، بحيث أن كل شيء، بما فيه الأشخاص، خاضع للتقويم السلعي. فإن هذا لا يقلل من قيمتها بقدر ما يؤكد على الحاجة إلى تبنيها نظريا والنضال من أجل تحقيقها عمليا.

=====================الغير=======================

 مقدمة الغير  المعرفة / العلاقة

بقدر ما يعتبر مفهوم الإنسان بناء نظريا كليا ومجردا، بقدر ما يحيل على شروط خاصة تميز الوجود البشري عن وجود بقية الكائنات. فإذا كانت الغريزة هي نمط حياة هذه الأخيرة، فإن كينونة الإنسان لها أبعاد أخرى فوق-غريزية تتميز بالتعقيد والتعالي المستمر، إذ هو لا يوجد فقط وإنما يعي هذا الوجود، ومن ثم يوجد من أجل ذاته، وهو لا يرتبط بالأغيار من بني جنسه بوشائج بيولوجية فحسب (التناسل، الدفاع عن مجال الغذاء...)، وإنما تربطه بهم علاقات أكثر تعقيدا حتى يمكننا القول أن وجود الإنسان وجود علائقي. إذ الغير هو الكيان الإنساني الآخر، الموجود خارج الذات، الشبيه بها والمختلف عنها في الآن نفسه، وهو من ثمة الغريب المجهول بالنسبة لها، والقريب الشفاف أمام حدسها، وهو مصدر الاطمئنان والألفة و مصدر الحذر والخوف. هذه هي المفارقات التي تكثفها القولة الفلسفية التالية:"الغير هو الآخر، هو الأنا الذي ليس أنا"، مما يدفعنا إلى التساؤل:
كيف سيكون بإمكان الذات معرفة هذا الغير وإدراك حقيقته؟ هل يمكنها معرفته داخليا كذات أخرى مماثلة لها، من حيث الخواص الفكرية والعمق النفسي، أم أن معرفتها به لا تتأتى إلا على نحو خارجي موضوعي، على الشكل الذي تدرك به الأشياء؟
وما طبيعة العلاقة الممكنة بين الذات والغير؟ أهي علاقة صداقة وتعايش وتفهم متبادل، أم هي علاقة غرابة وصراع وإقصاء متبادل؟ وما السبيل لأن تكون هذه العلاقة علاقة تعايش وتكامل؟ وإلى أي حد استطاع صاحب القولة أن يحيط بكل أبعاد الوجود العلائقي للإنسان؟

==================الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــة:================


نستنتج أن كون الغير كيانا مختلفا عن ذاتنا يجعل علاقتنا به تتخذ صبغة إشكالية، تلتبس فيها القرابة بالغرابة، وتتراوح بين التعايش والصراع. غير أن معاداة الغير تجد جذورها أساسا في الأحكام المسبقة التي تكونها الذات عنه بعيدا عن أي أساس واقعي، وفي غياب أية محاولة للتفهم. إذ يمكن تفسير هذه المعاداة بإرجاعها إلى شروط نفسية يمكن أن تعيشها الذات، مثل اليأس والإحباط، تدفعا إلى طلب العزاء والتعويض في دفئ الانتماء إلى الجماعة، وتوهم امتلاك هذه الأخير لهوية نقية ومتجانسة، ومن ثم نسبة جميع مساوئ الذات وإحباطاتها إلى الغير..
شارك :
رسالة أحدث
السابق
هذا آخر موضوع.

1 التعليقات:

  1. Lucky Club Casino Site - Lucky Club Live
    Lucky Club Casino: Home; More details. Lucky Club is a newly opened online casino offering over 550 games a 카지노사이트luckclub day, from Roulette, Blackjack,

    ردحذف